شابة في نهاية عقدها الثالث، تعاني منذ أن كانت في سن (14) من عمرها من مرض الضمور العضلي، مما أدى إلى إقعادها على كرسي متحرك، لا ترى من الدنيا إلا الحزن والألم مع نظرة قاتمة تجاه الحياة، ناهيك عن حساسية زائدة تجاه نظرات الآخرين إليها. اقتصرت الدنيا لديها على كرسيها الذي التصقت به لا تفارقه ورغم ظروف النزوح القاسية في المخيم، كانت تخاف أن تتحرك من على كرسيها كي لا تشكّل عبئا على أهلها، إحساس مرهف ورقيق كما هو حال الأنثى دائما.
زارت "إشراقات" المخيم فكان للكادر أن التقى هذه الشابة، ومع التواصل المستمر، بدأت تتغيّر نظرتها إلى الحياة، وأبصرت نور أملٍ في داخلها. لقد أيقنت أن الإنسان إنما يكون بما يقدّمه وينجزه. قررت هذه الشابة المشرقة أن تزور مركز "إشراقات" في مخيم قرقميش وكانت هذه المرة الأولى التي تخرج فيها من خيمتها منذ أكثر من سنة، ونتيجة طبيعة مرضها كان علاجها الأفضل هو أن تمرن عضلاتها حتى لا تستسلم لمرض ضمور العضلات الذي أصابها.
ولدى افتتاح مركز إشراقات لمشروع الصوف، قامت المؤسسة بالتواصل معها وعرضت عليها أن تقوم بإنتاج شيء من الأشغال التي تحبها من الصوف وغيره، فأبدعت يداها المريضتان أجمل الملابس والإكسسورات. كان العمل الذي قامت به رائعا حقاً، وصارت لتلك اليدين المتعبتين مساهمة في حملات تدفئة نازحي المخيمات في الداخل من برد الشتاء القارس. وقد قامت مؤسسة إشراقات ـ تقديرا لجهد هذه الإشراقة الرائعة ـ بعرض منتجاتها في سوق إشراقات الخيري الذي أقيم في إسطنبول لبيع إبداعاتها ليساهم ـ بالإضافة إلى الرافد النفسي والاجتماعي الذي حققته هذه الشابة اليافعة ـ في توفير عائد مادي لهذه المرأة المشرقة.
عبرت مشرقتنا عن شعورها فقالت: "إشراقات مركز كل شي فيه رائع ومفيد، إشراقات ساعدتني وألهمتني الأمل وأحسست أنه بإمكاني أن اعمل شيئا مفيداً في الحياة".